غرفة أبي


كتبت كاتيا الطويل في 12 تشرين الثاني 2013  في النهار : " ليست "غرفة أبي" سيرة ذاتيّة، بل مجموعة من السير الذاتيّة. ففيها يقع القارئ على سيرة الكاتب وسيرة والده وسيرة بيروت وسيرة حرب وسيرة جيل وسيرة وطن ضاع وسيرة أب سماوي حنون يبكي أبناءه
 لقد شاء الكاتب أن يجعل كلامه مسوقًا على شكل رسالة، ليبقى السؤال الأبسط، لمَن يكتب عبده وازن؟

ويقول الناشر :

يستعيد الراوي ماض  يمعن في رثائه ومديحه زمن الأب الذي بكّر في الرحيل. إنه الآن الإبن الذي يبحث عن أب بات أصغر منه عمرا"
   



أمضيت  أيها الأب أعواما وأنا أقاوم الطيبة التي ورثتها عنك والتي كرهتها رغما عني. لعل هذه الطيبة هي ما أورثتني إياه عطفا على مرض القلب. والطيبة هي مرض أيضا  يصعب الشفاء منه وقد يستحيل. مرض القلب انتصرت عليه بأعجوبة هي إلهية أما الطيبة فما برحت تعذبني....

....

انها  ساحة البرج يا أبي! لم تشتق إليها؟ الا يأخذك الحنين الى أرصفتها وواجهاتها وزواياها.... الى أسواقها والأأحياء التي تتفرع منها؟ لكنك إذا عدت اليوم  اليها فلن تعرف سوى معلم واحد من معالمها  هو تمثال الشهداء...

صوركما كثيرة ، أمي وأنت، في ساحة البرج يا أبي، في هذا الاستديو المعروف ، المفتوح الذي يشبه وطننا . إنها أجمل صوركما وأسعدها على ما تبدوان فيها. أمي في أناقتها الرائجة في تلك الأيام، بتسريحة شعرها المتموجة على طريقة الممثلات اللواتي أشاهد صورهن أحيانا"، ووجهها مرسوم رسما" بحاجبين مضبوطين بالكحل وشفتين مغرورقتين بالأحمر النافر  الذي يبدو جليا"، مع أن الصورة بالأسود والأبيض.أما أنت ففي لباس صيفي معظم الوقت، قميص وبنطلون يذكّران ، بوساعتهما، بصور الممثلين الأميركيين، وفي أحيان ترتدي البدلة الرسمية مع كرافات رفيعة لطالما درجت حينذاك

، عبدو وازن
من كتاب صدر له حديثا : غرفة أبي

Latest Comments


Post a Comment

Name *
Email
Comment *