
الشيخ العلايلي الى يسار رئيف خوري
النهار
هنادي الديري24 تشرين الأول 2013
كَمِنَت صعوبات عدة في إعداد هذا الوثائقي المُرتقب، وكانت رحلة البحث عن حياة الأديب والشاعر والمُفكّر الكبير رئيف خوري مُرهقة ومُمتعة في آن. وكان على مُخرج الوثائقيّات، والمُعدّ في برنامج "لبنان يتذكّر" (الذي تبثه محطة ام.تي.في) سمير يوسف (31 سنة) ان يتخطّى بعض صعاب لا سيما وان ما من صور كثيرة تُظهر هذا الرجل الإنساني، وقليلة هي المُقابلات التي نستمع فيها مثلاً إلى صوته. يروي يوسف، "وجدت بعض تسجيلات يتحدّث من خلالها عن الحرية، كما كانت بعض لحظات ظهر من خلالها رئيف خوري الأديب والشاعر. فضلاً عن مقطع مُهم يؤكّد من خلاله أهمية ان يتحد كل لبناني".
لنعد إلى البداية. منذ أقل من عام، إتصل المجلس الثقافي للبنان الجنوبي والحركة الثقافيّة-انطلياس بيوسف، بعدما قيل للأعضاء أن المخرج الشاب يهتم بتوثيق حياة الأدباء والشعراء. كانا يُحضّران لمئوية الأديب والمفكر الذي سيُقام احتفال له في الأونيسكو السبت 2 تشرين الثاني المُقبل، وكانت فكرة تقديم، وثائقي ضمن البرنامج الطويل المُقرّر، على أن يعرض العمل أبرز مراحل حياة الراحل الكبير. وعلى قول يوسف الذي اهتم برؤية وإعداد الفيلم طالباً من انطوني شبارخ أن يتولّى الإخراج، "دغري بلّشت ولأنني أنجزته تقريباً على حسابي أخذت زبدة المعلومات لتقديم الوثائقي في حلّته النهائية، ومدته 20 دقيقة". أطلق عليه عنوان، "نهضويّ من لبنان" وتعامل معه متوسلاً الشغف عينه الذي كان حاضراً في الوثائقي الذي أنجزه قبل عامين عن شاعر الشعب عمر الزعني "عمر". يُعلّق قائلاً: "جمّعت بهالفيلم جيران رئيف خوري، ابنه، زوجته. تزوّج في سن الـ44 من عمره وتوفي وهو في الـ55. لديه 6 أولاد وهنّي ما بيعرفوه. يتحدث عنه أولاده إنطلاقاً من البحوث التي أنجزت عنه. وكم صورة!".
وخلال رحلته المُشوّقة مع هذا الرجل الذي لم يعرف الراحة في حياته، إكتشف يوسف، العديد من التفاصيل التي أراد نقلها إلى المُشاهد، منها: "في عام 1936 كان الرجل قائداً للثورة في فلسطين وراح يُنبّه إلى الخطر الصهيوني المُتربّص، كما راح يُحرّض الشباب أن يستيقظوا:أنّو وعوا! في شي إسمو خطر صهيوني". وفي الوثائقي، سنتعرّف إلى رئيف خوري الإنسان الذي كان، "يمضي أعماله مستعيناً بأكثر من إسم، منها: الفتى العربي وعبّاس". كما سنتنبّه إلى "غزارة أعماله التي أنهاها في وقت قصير. يُقال انه توفي في سن الـ55 لشدّة ما كتب. كان ينام ساعتين فقط! وأيام لا ينام. خلال النهار كان يكتب في 3 صحف ويُدرّس في مُختلف المدارس. كان يوظّف جهداً كبيراً خلال اليوم الواحد".
وفي الوثائقي "لمحة عن المناظرة الشهيرة التي حصلت بينه وبين الأديب المصري طه حسين. حسين كان يرى ان الأدب هو نخبوي أو للخاصة على عكس خوري الذي كان يعتبر ان الأدب للجميع". وكان رئيف خوري كما سنرى في الوثائقي، "متواضع ويهتم بكل ما له علاقة بالإنسان. وآمن بالحريّة بشراسة. أهم شيء بالنسبة إليه كان الإنسان: كيف بدّو يفهم الأدب؟ كيف بدّو ياكل؟ يشرب؟". لم يكن يميل إلى العزلة. كما ان "غزارة أفكاره وأعماله من التفاصيل التي تُظهر إلى أي مدى كان مُنفتحاً على الآخرين".
وبعد عرض "نهضوي من لبنان" في نهاية النهار الطويل في الأونيسكو في الثاني من الشهر المُقبل، يُقدّم سمير يوسف "أمسية يحدد تاريخها لاحقاً، في مسرح دوّار الشمس"، وهي عبارة عن اليوبيل الفضّي لسيّارته التي إبتاعها من الشركة، "يعني بتكون مشيت 50 ألف كيلومتر، وتتجسّد الأمسية "ستاند آب كوميدي" أطل من خلالها على الناس، ويلي الإطلالة عرض خاص للوثائقي مُجدداً".