
10 أيلول 2013
توفيت ليل أمس السيدة مي ارسلان جنبلاط أرملة الزعيم الراحل كمال جنبلاط ووالدة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط. والراحلة من مواليد 1928 في جنيف بسويسرا وهي ابنة الأمير شكيب ارسلان وتلقت دروسها في الليسيه وتابعت تعليمها في فرنسا. وستقام مراسم جنازتها في المختارة غداً الأربعاء، وسيتقبل النائب جنبلاط التعازي من الأربعاء الى الأحد في المختارة.
برحيل السيدة مي ارسلان جنبلاط، يفتقد لبنان سيدة قوية تركت بصماتها في التاريخين الدرزي والجنبلاطي.
ابنة «أمير البيان». العلم اللبناني والعربي والاسلامي شكيب ارسلان. الرجل الذي نادى بالوحدة العربية، وبالاسلام المنفتح والحوار بين الشرق والغرب. المناضل ضد الاستعمارَين التركي والفرنسي الى حد النفي والعيش في أوروبا بعيدا عن أهله وأسرته.
شاءت الصدف أن ترتبط الفتاة الأرسلانية بالجنبلاطي ابن العائلة المنافسة تقليديا ونجل السيدة نظيرة جنبلاط صديقة الفرنسيين الذين خاصمهم والدها. هي السيدة التي تحمل في علاقاتها وأمزجتها كما كبيرا من التناقضات. ابنة اسرة درزية عربية تقليدية متأثرة بروح الغرب وعلمانيته وانفتاحه. مثقفة وخطيبة وسياسية بامتياز، غير أنها كانت لا تهوى الإعلام والصور. تفضل البقاء في الظل. لم تنجح في التأثير بزوجها كمال جنبلاط، لكنها صارت الأكثر تأثيرا في كل مسارات دارة المختارة بعد السادس عشر من آذار العام 1977.
شجعت وحيدها ووريث البيت الجنبلاطي أن يمد يده للسوريين في أعقاب استشهاد والده، مثلما شجعته في العام ألفين بعد رحيل حافظ الأسد أن ينقلب عليهم وأن ينتقم لمن قتلوا كمال جنبلاط، وهو المسار الذي دأب عليه وليد جنبلاط حتى يومنا هذا، برغم ما تخلله من انعطافات كثيرة ومتناقضة.
عرّف الأديب والكاتب اللبناني أمين نخله السيدة مي بصديقه كمال جنبلاط، فتزوجا مدنيا في جنيف، وخالفا أعراف ذلك الزمن.
تميزت في مرحلة كبيرة من عمرها بسلوكها الاجتماعي الصاخب. هي السيدة التي مارست فنون الرسم والرقص وعشقت الغناء والموسيقى بأنواعها كافة. كانت تهوى جمع اللوحات والمخطوطات والتحف القديمة. لطالما نصحت بمشاريع بيئية وثقافية وتراثية ونسجت خيوط جمعيات ومهرجانات... حتى أصبح ذلك نهجا في صميم البيت الجنبلاطي.
انسحب ذلك أيضا على صداقات السيدة مي وعلاقاتها مع بيوتات سياسية عريقة، خاصة في بيروت وجبل لبنان، وهي العائلات التي كانت تذكرها بلبنانها الذي رفضت أن تغادره حتى الرمق الأخير.
مي جنبلاط (مواليد العام 1928)، صانعة الأدوار الخفية. كثر اقتربوا من دارة المختارة أو ابتعدوا عنها بتأثير منها، من دون أن تترك أية بصمات واضحة.
على سرير المرض في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حرص وليد جنبلاط على أن يبقى قريبا منها، حتى لفظت نفسها الأخير منتصف ليل الاثنين ــ الثلاثاء، وسيكون وحيدها وعائلته، ظهر غد الأربعاء، على رأس مشيعيها في الجبل الى مثواها الأخير بجانب ضريح كمال جنبلاط في قصر المختارة، كما يتقبل التعازي في قصر المختارة من الخميس ولغاية الأحد المقبل
نقلا عن السفير