.JPG)
نيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق
سيادة راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر
حضرة ممثل قدس الأب العام للرهبانية اللبنانية
فضيلة الشيخ مكارم ممثلا سماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية الكريمة
معالي وزير السياحة الأستاذ فادي عبود
سعادة النائب سليم سلهب
سعادة النائب نبيل نقولا
حضرة ممثل سعادة النائب سامي الجميل
حضرة ممثل سعادة النائب ابراهيم كنعان
أيها الحفل الكريم
|
إنه لأمر عظيم أن يشاركنا رأس الكنيسة المارونية اللقاء في هذه البلدة المباركة.
كما انه من دواعي الإعتزا ز والثقة بالحاضر والمستقبل أن يزورنا على مدى خمسماية عام ثلاثة بطاركة أنتم رابعهم يا غبطة البطرك
!
فأهلا بكم إذ حللتم أهلا ووطئتم جبلا والجبل صعب بطبيعته وناسه وأحداثه
غبطة البطريرك، أيها الإخوة والأخوات!
يوم ضاقت بالموارنة سبل الحياة في شمالي جبال لبنان نزح كثيرون الى جنوبه . وفيه لقي الموارنة النازحون ارضا رحبة وإنسانا حاضنا.
لقد جاور الموارنة بني معروف منذ فخر الدين ونعموا بوسعهم والسّماح حتى غدَوا معا كيانا لا يكسر بل يلين كيان جبلي قام على أساسه وطننا منذ أقل من مئة عام بقليل.
نحن وبنو معروف عشنا ونعيش حلو الأيام ومرّ الأحداث . معا نُفينا ومعا عدنا من مَنافينا. عام 1860 غادر بعضنا المتين باتجاه كفرسلوان وعهدوا الى من بقيَ بأرزاقهم والمحاصيل. ويوم عادوا عاد إليهم رزقهم وخير رزقهم والسلام.
وفي عام 1976 مزّقت الحرب النسيج فاتجه كل منا باتجاه . عيننا على المتين وتصميمنا أن نعود. وعدنا كل الى بيته واستقرينا حيث الجذوع والجذور موفرين على انفسنا وعلى غيرنا تعقيدات المصالحات بفضل خميرة درزية مسيحية بقيت في المتين طيلة الأحداث ومارست ولا تزال ودون أن تدري ربما الشركة والمحبة لا بل الشراكة بالمحبة.
غبطة البطريرك
يوم اشعل الجهل حرب المتين أشعل فوضويون إحدى كنائسنا ولما وضعت الحرب أوزارها أعاد أبناء الكنيسة إعمارها بما فيهم دروز المتين وهم جزء من رعية تلك الكنيسة كنيسة مار جرجس.
إنها الكنيسة إياها التي كرَسها عام 1672 سلفكم البطريرك اسطفان الدويهي ناشر حركة إعمار الكنائس في طول الجبل وعرضه. لقد زارنا ذلك القديس مكرسا أولى كنائسنا على اسم القديسين مار جرجس ومار الياس وقد دون على الشحيم تاريخ تكريسها واسم دولة مراد بو اللمع الساعي الى بنائها . واليوم يرقد بجوار هذه الكنيسة بالذات المطران خليل ألي نادر الذي ترعرع في ظلها قبل أن يهب نفسه للكنيسة كاهنا رائدا ومطرانا لأبرشية بيروت المارونية.
ثم وبعد الدويهي بنصف قرن زارنا البطريرك يعقوب الحصروني في 9 آب عام 1722 ليكرس كنيسة سيدة الحرف في المتين على اسم كنيسة السيده . يومها بارك وكرس وشكر ودوّن: " كرسنا كنيسة المتين المعروفة بسيدة راس الحرف على اسم ستنا مريم والدة الخلاص وكان معنا جملة كهنة ورهبان وشمامسة وأعيان وكان ذلك في دولة حضرة الأمير مراد وأولاده المكرّمين"
ومرت وتمر سنون في جبل يعيش مضطربا على كف أزمات وقد زارنا في حزيران عام 1936 غبطة البطريرك عريضة الذي استقبله آل عقل في دورهم العريقة الواسعة، وأحاطت به جموع المتينيين فرحة مرحبة في هذه الساحة بالذات.
غبطة البطريرك
لولا وجود الدير لم تحلُ الإقامة في الجبال، ولولاهم لم يقم الناس براحة وطمأنينة ولولاهم لم تنمُ القرى . فالدير والرهبانية هما من الضيعة وإليها وعلى هذا الأساس قامت بين المتين والدير علاقة لا انفصام فيها فقدّمت له شبابها وقدم لها العلم والمعرفة والأمان.
إن الدعوة الرهبانية في المتين كانت مستجابة لا بل مستحبة فالمتين هي من القصبات الكبرى التي زودت الرهبنة بالعديد العديد من أبنائها في القرون الثلاثة الغابرة
أمبروسيوس وطوبيا وأرسانيوس وأرميا ومتيا وشربل وجرجس واجناديوس ومخايل ومبارك وعمانوئيل واغناطيوس والياس وجيش من الرهبان المتينيين في لوائح تطول وعشرات المدبرين وثلاثة رؤسا ء عامين هم عمانوئيل ومبارك سلامه واغناطيوس بو سليمان الذين حملوا همّ الوطن وبنوا فأعلوا صروح العلم والإنماء وتركوا لنا في الرهبانية البلدية كنوزا من الأعمال الصالحة التي نفخر بها ونعتز .
غبطة أبينا البطريرك
قدمت حبّي لمبغِضِيّا
فعاد حبي بغضا إليّا
إن الشكوى لغير الله مذلة ومن أفضل منكم يا واسطة العقد لكي نشكو له أمرنا.
عام 1978 وبينما كان المتينيون يعانون ، كان في الجوار من افترض أننا قتلى لا محال وصارت عينه على تركة القتيل.
فسخّر الدولة والقضاء للسطو على أرضنا في خراج ضيعتنا!
لكننا عدنا من تشردنا وويلات حروبنا أكثر تصميما فوضعنا في اولويات أولوياتنا إعادة بناء بيوتنا ومعابدنا وإستعادة حقوقنا ممن حسب أننا أرضا" موات.
وفي يوم من أيام كانون الأول من سنة 2008 حملت المتين همها وذهبت بشيبها وشبابها الى بكركي حيث سلمت أمرها لسيد الصرح آنذاك البطريرك صفير أطال الله عمره . يومها قال لنا غبطته من الدرج المطل على الساحة درج الحرية قال لنا وبالحرف
"نحن نطلب من جميع اللبنانيين ان يكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا في وجه من يريد ان يستولي على هذا البلد، هذا البلد له اصحابه، واذا كان هذا الامر يتعلق بلبنان ككل فانه يتعلق بكل ضيعة وبلدة، ولذلك يجب ان يبقى لكل بلدة خراجها، ولتبقى لها حدودها".
غبطة البطريرك
لا يسعنا في هذه الزيارة التاريخية إلا أن نرحب بكم أجمل ترحيب وان نعرض لكم ما يساورنا ويقلق حالنا طالبين المعذرة إن أطلنا سائلين المولى أن يهدينا بقيادتكم وتوجيهاتكم سواء السبيل!
صخرة بطرس ا لى الدّوام
عاشت المتين
عاش لبنان