النهار
"الأرشيف: وثائق تصنع التاريخ"، معرض أعده مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس - الكسليك، ضمن اطار مهرجانات بيبلوس الدولية. وهي وثائق من أرشيف الليدي ايفون سرسق كوكران، وموريس الجميل، وصور تروي قصة حياة آل سرسق الغزيرة بأمجادها، واقتراحات وزير ونائب، فيها فسحات للمفكرين ومشاريع لربط أوصال الوطن، بقيت حبرا على ورق.
يتضمن أرشيف الراحل موريس الجميل النائب المميز المتبصر حينها الذي كتب في جريدة "الجريدة": "أزمتنا الصراع بين العقل والحس ولا علاج لها إلا بخلق البحبوحة"، وفيه صور عائلية خاصة وصور قديمة عن لبنان، ومقالات صدرت له في جريدة "العمل"، وكتيبات خاصة له وعنه، ومشاريع عمل عليها حين كان وزيرا للتصميم والتخطيط، (الوزارة التي طالما طالب بها ليحصل عليها في عام 1964 في عهد الرئيس شارل حلو). وابرز هذه المشاريع إنشاء مصرف لتسليف المفكرين، لانه يعتبر ان "أرباب الفكر عندنا عرضة للسخرية من جانب "اللافكر" وليس في لبنان صناعة مسرحية بل نهضات افرادية"، ومشروع شق نفق نهر الكلب والدامور للبقاع، ومشروع مدينة الله، ووقع اول مشروع له عن عيد الزهور العام 1933 مما جعله يدخل عالم التصميم. وانتسب عام 1935 الى نقابة المحامين في بيروت ونشر عددا من المقالات في الجريدة اليومية "الشرق"، وانتخب نائبا عن المتن الشمالي في عام 1960 وبقي محتفظا بمقعده حتى وفاته، سمي أول رئيس لمجلس الجنوب العام 1970 حائز شهادة في القانون والعلوم السياسية والجغرافية من جامعة السوربون - باريس.
وفي الجهة الثانية من المعرض، أرشيف ايفون سرسق كوكران ووثائق تبين ان عائلة سرسق عريقة منذ القرن السادس عشر، اصلها من البربارة قرب جبيل، اول رجل من آل سرسق انتقل الى بيروت في القرن السابع عشر ويدعى جبور. ايفون هي حفيدة موسى سرسق الذي ولد في عام 1815 زوجته اناستازيا داغر ولديه 3 شبان، و 6 فتيات، أبرزهم ألفريد سرسق والد ايفون، الذي ولد العام 1870 وتوفى في عام 1924 وقد أمضى 25 عاما سفيرا في باريس للسلطنة العثمانية، وعند عودته الى لبنان أدى دورا مهما في الحرب العالمية الأولى وأنشأ ميدان سباق الخيل في بيروت عام 1916، وقصر الصنوبر العام 1918 وأنشأ نادي الطيران اللبناني - السوري في عام 1922. متأهل من دونا ماريا تيريزا سيرا دي كاسانو، ابنة دوق كاسان السابع، وعند وفاته ورثته ابنته الوحيدة ايفون وكان عمرها سنتين، وتزوجت من ديزموند كوكران ولديها 3 شباب وفتاة وهي سيدة مجتمع مدافعة عن حقوق الفن اللبناني ومؤسسة الجمعية اللبنانية للحفاظ على الابنية التراثية، ورئيسة لجنة متحف سرسق ومديرته لمدة من الزمن.
ويتضمن المعرض صورا عائلية وصورا مع رؤساء لبنان، منها صورة والدتها مع الرئيس كميل شمعون يقلدها وسام الأرز برتبة فارس، ومقالات عن العائلة وكتباً وأغراضاً شخصية، ورسائل مع السفراء العثمانيين، ورسوماً لالفريد سرسق ومخطوطات وغيرها، منها عقد انضمام الى مشروع بنك سوريا العام 1923 وتأشيرات مرور من والى لبنان في العهد العثماني.
وعن مركز فينيكس حدثتنا المسؤولة عن قسم الارشيف روديكا العجيل وقالت ان هدفه الأساسي المحافظة على التراث وإعادة إحيائه. "عملنا ينقسم الى جزئين: حفظ الأرشيف بالطرق العلمية ويعتمد على التبويب والتقسيم والتصوير (للإبقاء على نسخة رقمية)، والقسم الثاني، الإصدارات، مثلا كتاب عن موريس الجميل مبني على ارشيفه الذي في حوزتنا. وفي اصداراتنا شعر وزجل ومسرح وقصة وإنطولوجيا وبحوث، وهي عن شخصيات لبنانية تركت بصماتها". هذه هي السنة الأولى التي يشارك فيها مركز فينيكس في بيبلوس، وفي أيار من كل سنة يختار موضوعا بالاستناد الى الارشيف ويعرضه في مبنى الجامعة في الكسليك.
المعرض يستمر الى 27 تموز الجاري من الساعة العاشرة قبل الظهر الى العاشرة ليلا، في مركز الاستقبال والاستعلام السياحي، ساحة الاونيسكو، السوق القديمة في جبيل.