افتتحت أول من أمس مكتبة LEBAM الموسيقية التي وضعت في التداول العام في المركز الثقافي لبلدية سن الفيل وبإدارته، في احتفال أقيم بدعوة من رئيس الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الاوركسترالية LEBAM غسان مخيبر، ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحاله، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون وحضوره، ومشاركة وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب وحضوره، المدير بالتكليف للكونسرفتوار الوطني العالي للموسيقى حنا العميل، مستشار الجمعية وممثل الجهة الداعمة للمكتبة جين آتكين، وحشد من الشخصيات الموسيقية والفنية والفكرية والثقافية وممثلي وسائل الاعلام.
بعد النشيد الوطني، رحب عريف الحفل روجيه ابي راشد بالحضور باسم بلدية سن الفيل، ثم أعطى الكلمة لرئيس البلدية نبيل كحالة الذي قال :"عندما عرض علينا الاستاذ مخيبر المشروع تلقفناه ولا سيما أن المكتبة هي الاولى من نوعها في لبنان، أقيمت في سن الفيل. الحدث يأتي في السياق العام لنشاط البلدية التي تؤمن بهذا النوع من العمل البلدي وتتبنى هذا النمط منذ أكثر من عشر سنوات."
وشدد على أن "العمل البلدي لا يقتصر على الطرق وغيرها من البنى التحتية"، مؤكدا "مضي بلدية سن الفيل قدما باتجاه العمل الاجتماعي والثقافي والموسيقي والفني لأن بذلك تتحقق استمرارية وديمومة الوطن".
وكانت كلمة لمخيبر قال فيها :"يسرني أن أقف على هذا المنبر لافتتاح وإعلان مشروع بغاية الأهمية للثقافة والتعليم لا سيما تعليم الموسيقى في لبنان. ليست الموسيقى مهمة لأنها تساعد الشباب على تمضية أوقات لطيفة فحسب بل لأنها مثل الثقافة تعلم المواطن التفكير، فلا يكون تابعا كالغنم، فالموسيقى إذن هي من القيم الأساسية التي تبني المواطن".
وقال :"أما القيمة الثانية التي تعلمها الموسيقى فهي التعاون ونحن في الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الاوركسترالية لا نهدف الى تعليم الآلات التي يقدر الطالب أن يعزفها منفردا، بل الى تعليم آلات تعزف في مجموعات، ولهذا قررنا أن نبدأ عملنا في الجمعية بآلالات الهوائية والايقاعية".
ورأى أن "الهدف تعليم التعاون والدقة، احترام الاختلاف، هذه القيم لا يعلمها إلا الموسيقى"، متمنيا "لو كان متاحا لكل السياسيين أن يتعلموا الموسيقى، اذ لكانوا نقلوا هذه القيم الى المجتمع اللبناني، ومن هنا تأتي أهمية حضور وزيري التربية والثقافة في هذا الحدث، لأن الطموح أن يكون الحق بالثقافة والحق بالموسيقى متاحا لكل اللبنانيين من خلال المدرسة الرسمية وسائر المدارس في لبنان".
وتابع :"الى حين وصولنا الى هذا المستوى كان لي شرف البدء بهذا التحدي منذ خمس سنوات مع زميلين عزيزين الاستاذ غسان تويني والدكتور وليد غلمية العام 2008 بالتعاون مع المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار .بدأت الجمعية لتعليم الموسيقى مجانا للطلاب من عمر 10 الى 18 سنة لعزف الآلات الخشبية النحاسية الهوائية والايقاعية وتنظيمهم في اوركسترا في كل المناطق اللبنانية. إلى اليوم أصبح لدينا أربعة مراكز، بيت مري، بسكنتا، الجديدة، بعقلين، وطموحنا أن نبدأ العام المقبل بفروع في طرابلس، صيدا والضاحية الجنوبية لبيروت، وهذا الطموح يؤدي الى تطور الموسيقى على كل الاراضي اللبنانية".
أضاف :"تندرج الكتب من التعليم الموسيقي الابتدائي حتى الجامعة بالاضافة الى كتب لتعليم كيفية تعليم الموسيقى، وكيفية قيادة أوركسترا. إن المكتبة مهمة للعازفين والمعلمين ولتطوير التعليم الموسيقي، وهي متخصصة بآلات النفخ الخشبية والنحاسية مشيرا الى تعاون جديد لتوسيع اطار واهتمام المكتبة للوتريات لاسيما المادة الاوركسترالية والسمفونية وهي مادة جديدة ونادرة وضرورية لتطوير التعليم خصوصا بالتعاون القائم مع الكونسرفتوار".
واعتبر أن "أهمية المكتبة كونها متاحة لكل اللبنانيين المهتمين ثقافيا بالموسيقى، ولا سيما لأساتذة الموسيقى في القطاعين العام والخاص، كما الموسيقيين وقائمة الكتب والمواد متوفرة الكترونيا على موقع الجمعية على الانترنيت"، مشيرا إلى أن "السعي الى تطوير برامج التعليم"، وكاشفا عن "تنظيم المخيم الموسيقي الصيني الرابع بالتعاون مع جامعة سيدة اللويزة"، كما توقع مئتي مشارك في المخيم، لا سيما من البلاد العربية المجاورة.
وشكر في الختام كحاله وحافظ المكتبة روبير عجمي والمعهد الوطني العالي للموسيقى بادارة العميل على التعاون المثمر، والدكتور آتكين الذي وصفه ب "روح قدس جمعية LEBAM"، كما شكر وزارة الثقافة بشخص الوزير ليون "الذي لم يبخل على الجمعية بالدعم والتعاون"، آملا "المزيد من التعاون"، مشددا على "ضرورة ان تتحول وزارة الثقافة الى وزارة سيادية". كما شكر الوزير دياب "الحاضر تعبيرا عن الاهمية التي يرتديها التعليم الموسيقي الذي من شأنه إعلاء شأن لبنان واللبنانيين".
وختم بشكر أعضاء مجلس ادارة الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الاوركسترالية وكل الداعمين لها، مستذكرا صديقين كبيرين في المناسبة هما الوزير والنائب غسان تويني والدكتور وليد غلمية.
وكانت كلمة للعميل أكد فيها أن "الحق في الموسيقى هو جزء من الحق بالثقافة والحق بالثقافة هو جزء من الحقوق الاساسية للانسان واصبحت الدول تولي هذا الامر الاهمية الكبرى إلى درجة أن بعضها أدرجه في الدساتير"، آملا "في المستقبل أن يلحظ الدستور اللبناني الحق بالثقافة والموسيقى".
أضاف :"انطلاقا من هذا الحق، عملت منذ تسلمي إدارة الكونسرفتوار، على إتاحة هذا الحق إلى شرائح المجتمع اللبناني كافة، وهو يعني إيصال المنتجات الثقافية الى كل مواطن لبناني حيثما كان في لبنان وأيضا حق المؤلف والمبدع بأن تتاح له الفرصة بأن تصل أعماله ومؤلفاته الى الجمهور".
وكشف عن "المباشرة بسلسلة من المشاريع"، معلنا افتتاح فرع جديد للكونسرفتوار في الشويفات بالتعاون مع بلديتها في وقت قريب، مشيرا الى "مشروع التعاون القائم من Lyon de Concervatoire الذي سيتيح للكونسرفتوار الوطني تحديث وتطوير البرامج والمناهج الاكاديمية وإعادة تأهيل وتدريب أفراد الهيئة التعليمية تمهيدا للانتقال الى نظام جديد في التعليم الموسيقي".
وعن التعاون مع جمعية LEBAM، أشار إلى أنه "قائم منذ عهد ادارة الدكتور وليد غلمية وان الاتجاه هو لزيادة هذا التعاون وتوسيع نطاقه ليفضي الى انشاء اوركسترا للطلاب وذلك بالمزج بين آلات النفخ والايقاع والوتر".
بدوره، أكد الوزير ليون أن "وزارة الثقافة مقصرة موضوعيا ليس فقط لضعف امكانياتها المادية ولافتقارها الى الموارد البشرية، ونحن نعيش التقصير من ناحية نسبيته الى مطالبة الرأي العام بالأمور الثقافية والبلد الذي تنعدم فيه مطالب الرأي العام الثقافية سيفتقر الى التقدم الثقافي."
ثم شكر لبلدية سن الفيل استضافتها المكتبة الموسيقية، معبرا عن "الحاجة الملحة لمكتبات متخصصة أخرى في عصرنا"، معتبرا أنها "المكتبة الاولى في لبنان التي تضم أربعة آلاف كتاب ومجلد ومخطوطة الى جانب المكتبة العامة التي تشكل مركز مطالعة وتنشيط ثقافي."
وختم بشكر مجلس بلدية سن الفيل رئيسا وأعضاء، مشددا على أن "العمل البلدي لا يقتصر على الأشغال والبنى التحتية بل إن دور البلدية أوسع ويطاول البرامج التعليمية في المدارس الرسمية الموجودة في المنطقة ووجود الوزير دياب معنا لدعم البلدية في هذا الدور."
إشارة إلى أنه تخلل الحفل توقيع برتوكول تعاون بين كحاله و رئس الجمعية الدكتور مخيبر. وبعد إفتتاح المكتبة، أقيم كوكتيل بالمناسبة.
الوكالة الوطنية للإعلام-بتصرف-