أناشيد حارّة تعزف الجسد الأنثوي ولا خجل

"النهار": الخميس 18 تموز 2013

ماهر قريطم في Art Lab أناشيد حارّة تعزف الجسد الأنثوي ولا خجل

لور غريب

يعرض ماهر قريطم في غاليريArt Lab الجميزة 20 لوحة من قياسات مختلفة تحت عنوان Stripped هي أناشيد للجسد الانثوي في عريه، من دون خجل، ولكن لا مبالغات في الاغراء، بل دعوة الى التوقف عند بواطن الجمال التي تؤكد السحر البريء في موضعٍ ما، او التركيز على بعض المفاتن في مكانٍ ما آخر، علها تنال الاهتمام اكثر من غيرها.

المرأة لدى ماهر قريطم هي مصدر الالهام، حتى ولو لم يصوّرها في كامل ابهتها. كأنه يريد أن يتعاطى مع رمز الجمال قبل أن يحوّل عينه الى بعض ألوهيتها لتأكيد حميمية منكشفة للجميع، حتى لو اضطر الى التركيز على ثروتها العضوية واسرارها الفيزيولوجية. هو لا يبحث عن الاثارة الجنسية بل يتفانى ليقدمها لنا، كأنه يعالج الموضوع من زاوية تعريفية اكثر من الوقوف مطوّلا عند مفاتنها.
المعرض، الذي يستمر الى 3 آب، يعزف على الجسد الانثوي ويتنقل في نواحي جغرافيته، كأنه يرسمه في مواضع وحالات نفسية متنوعة. يركز على الوجه فيكبر ملامحه ويخلط مزاجه بين الاغراء والجد والتحدي والهذيان، ليعود بين حين وآخر متلذذاً في اعادة رسم العري الانثوي، "لايت موتيف".
ما إن يختفي حتى يعود في شكل او في آخر، لكن ضمن حالات المرأة الإلهة، والمرأة الحب أو الملهمة أو المتباهية أو العارضة كل مزاياها وامكاناتها الجمالية لتقول فيها انها هي البداية وربما النهاية.
الالوان المستعملة لتكحيل هذا الجسد المطواع مخففة وذات صبغات متدرجة تظهر الخبايا والمفضوح بالريشة او الفرشاة نفسيهما، كأن الفنان لا يبحث عن صدم المتلقي بل يحاول ان يتسرب اليه عبر عقلنة مضبوطة لا تستهوي التحدي بقدر ما تريد طرح موضوع ازلي لا يزال يشغل الفنانين منذ الازل.
يضفي قريطم نكهة خاصة على الوجه الانثوي حيث نجد في الملامح ارتياحا يوازي الانشراح. نغادر الصالة وفي ذهننا شيء من المرح المبسط، حتى ولو كانت الاعمال تعالج في غالبيتها موضوعا واحدا يشعر الفنان معه، بأنه مكتفٍ وممتلئ فناً وتأويلاً.

 

 

Latest Comments


Post a Comment

Name *
Email
Comment *