الدروز والسيدات والآنسات المرشحات والنخب والتغييريين ضحايا الإستشراس في انتزاع الفوز بالمجلس البلدي .
لا شك أن معركة المجلس البلدي في المتين كانت على كثير من القساوة منذ انطلاقتها مرورا بتأليف اللوائح وانتهاء بنتائجها.
ليس من عادة المتينيين أن يخوضوا صراعات قاسية شرسة كتلك، أقله ابتداء من عام 1998 حيث ان المعركة البلدية ادت آنذاك الى وصول مجلس بلدي مناصف بين اللائحتين المتنافستين وقد انعكست تلك المناصفة إيجابا إذ زال الإحتقان بسرعة قياسية وآلت الرئاسة الى جوزف عقل.
عاشت المتين دون تشنجات تذكر منذ ذلك التاريخ وحتى مطلع ربيع 2016 عندما قرر رئيس البلدية الترشح للمرّة الثالثة على التوالي لتولي رئاسة البلدية. وقد خلق هذا الإصرار جوا من الإشمئزاز لدى فريق من المتينيين مشتت الأوصال صحيح ولكنه معارض لتكرار تجربة الرئيس.
عمل رئيس البلدية الناجح " تكرارا " بكل قدراته السياسية والمادية والمعنوية كي يحقق انتصارا كاسحا على خصومه بينما ادركت اللوائح الأخرى ومنذ صباح 15 أيار يوم الإنتخاب انها تواجه محدلة من المندوبين والإيحاءات .
في هذا الجو المحموم أطاح رئيس البلدية السابق والآتي مجددا بما يعرف في المتين بالمزاج المتيني العاقل وبالتالي الهادئ في الإختيار، فصار مزاجا متوترا أخد بدربه ليس فقط الهدوء والتعقل بل أيضا المكونات المتينية . فطارت عائلة روحية متينية من التمثل الصحيح وقضي على إمكانية وصول سيدة أو آنسة واحدة من المرشحات أو امكانية وصول نخب أكثر ومن الموجة التغييرية المتينية العارمة.(أصوات لائحة المتين للجميع زائد اصوات لائحة الإنماء البلدي)
ما وصّفناه لا ينفي مطلقا الواقع وهو أن الإنتخابات انتهت وفاز من فاز وخسر من خسر بالقانون غير ان توصيفنا يؤشر الى سلبيات طالما حاولنا تداركها وهي:
1 – إن شعور طائفة بالغبن هو جرح كبير في الإنصهار المتيني الذي يعمل له جميع أهل المتين باستمرار لا بل يوما بيوم . وأكثرية أهل المتين ، دون استثناء اي مكون منها، وقعت في فخ قساوة المعركة تلك التي كنا بغنى عنها.
2 – بعد أن كان رئيس بلدية المتين يحظى بتوافق متيني منذ عام 2004 تحول الى فريق من جملة الأفرقاء المؤثرين في المتين. ولم يعد إثر ذلك ، الشخص الجامع مهما بلغه من انتصارات واتصالات التهنئة والتبريك.
3 – أن شبهات بدأت تحوم حول مقدرة رئيس البلدية على إدارة الشأن العام وهي لاحقة للشبهات الحائمة والظنون المتوالدة بعد إصراره على تولي السلطة البلدية للمرة الثالثة. وأنا كصديق سابق لرئيس البلدية أجزم بأن هذا الرجل من اكثر رؤساء البلديات تهذيبا غير ان فخ الإستمرار بالسلطة عرضه ويعرضه الى ما لا تحمد عقباه.
وأخيرا وليس للتشفي بل للتذكير أننا حذرنا من هذا الإصرار وأكدنا انه يقود الى أوخم العواقب ونرجو ألا يقود!
شربل نجار