ارحل بالكلمة  للدكتور يوسف عيد... حكمة الحب أو حب الحكمة

د. جهاد نعمان

تجري الكلمة في روحه الطيبة ويتهادى الجمال في فنه وبيانه.
يغوص برحلاته الوجدانية على اعماق النفس فاذا بخلجاتها دررٌ على شطآنه وخمرتها وقفٌ على دنانه ولهبها زفرةٌ من نيرانه وبسمتها شمخة في وجدانه.
ينطاد في الآفاق الرحبة، عبر وجوديته المسيحية، فاذا الدراري قبض بنانه، وآهة وجده وتحنانه، وخفقة حبه. انه للابداع ربيع في زهوه وريعانه. وانه للوحي ندى متألق في جنانه. وإذا به سيد على سفره واميرٌ في ايوانه.
يوفق بين الكمال الجوهري ووجوده وصولاً إليه فيذكرني بما انشدته ذات يوم في كلامي على كمال الحاج الذي التقيه في توفيقه بين الجوهر والوجود:
الكمحجية وفقت بين الكما
لِ الجوهري ووجودنا حجا إليه
اقتحم الزميل يوسف عيد الحدود والسدود بخواطر نسج فيها ازهى البرود وصاغ لنا انفس العقود يزف الينا في كتابه الجديد حكمة الحب أو حب الحكمة بيراع بارعة ودود، وقلب نبيل وكفٍ ندية تعبق برائحة زيتون الكورة الوادعة.
يثور على آحوال مجتمعه لينحت لابناء جلدته تماثيل مجد وخلود ويسكب لهم تيجاناً من العسجد الخرود، تدمي قلب الجاحد الكنود!.
يستوي صديقنا على عرش رؤاه في غمرة التهافت على غير صعيد. آيته ان اريحيته تنافس العبقرية والعبقرية الاريحية، وهي منافسة زهراء لا تؤتى لغير أصحاب الكمالات الإنسانية.