مَرْبى الفرنسيين


 

ديكارت و الشيخ  شكري !


لما  بدأت زيارات الكومندان فورين والكابورال غوان وشكري بك عقل 
تتنقل من بيت

الى بيت  في ارجاء  المتين 
ومشيخا والخلّه وبنابيل وسائر الضواحي  لتعداد اهلها  عام 

1921!  كان 
"اعتقهم" في تلك السنة  وردة حنكش ارملة خيرالله عبود وحمدى 

القنطار ارملة حسن سلوم و زهر مطلّقة احمد علي بلوط ووردية  
ارملة صليبى الجبيلي

وجميعهن من مواليد عام  1831.


يومها،  في ال 1831  لمعيو المتين يتهيؤون للغطس في اجران العماد وقد ابلوا البلاء

الحسن في اجران مار جرجس عام 1835 !  و 
بشير شهاب يتحضر للخضوع لولاية

ابراهيم باشا المصري فاتحا  بذلك  
طريق القلاقل والإحتضار. فانتهت تلك السنوات

بانهيار كاملِ البنى 
السياسية الحاكمة منذ سليم الأول العثماني عام 1516 وحتى

حفل 
الجنون الجبلي الدموي  عام  1860. لقد طوى التاريخ عند هذا الحد صفحة عموم

عائلات الإقطاع   وفتح  صفحة عموم العائلات 
المخوجية ممن كان  يقارب قناصل

الدول او يداني حظوة سلطان بني 
عثمان مستنفعا مستجيرا . 

على اي حال ،  عدّ شكري بيك  عقل  مختار المتين آنذاك الف نفر عام 1921  في

المتين 
والدساكر المجاورة وقد ألحق بهم اضافات في السنوات التي تلت. إضافات  تذكر

الأسماء بلا تفاصيل عن الوالدين و مكان وتاريخ 
الولادة والمهنة ومستوى العلم

والمذهب  وعدد الأولاد  كأن تلك 
الأسماء مقطوعة من حرش!.


ورده  وحمدى وزهر ووردية عاصَرْن بشير  لعشر سنوات والقائم مقاميَن حيدر  وأحمد

بو اللمع  لعشرين سنة ولِسِتين ساكنُو مع 
غيرهم وغيرهن  "دفرو نميا"  مجموع

المتصرفين  
الذين تعاقبوا على حكم الجبل حتى  أوائل اعصارات الحرب العالمية

الأولى . 

سيداتنا الطيبات  الذكر المولودات عام 1831 كان  قد مرّ عليهن 
الزمن  لمّا مرّ بهن

احصاء عام 1921 .....كن في التسعين من 
العمر. 

أما "أجدّهم"  في المتين  عام 1921 ، يوم كان البيك والكوماندان والكابورال يٌجدّون

في الإحصاء ،  فثلاثة  عشر مولدا خلال  1920 
بينهم سيباريا  ناصيف الحداد، خليل

شاكر  بو نادر واوغيستا شبل 
ناصيف الصباغ . أما الذين ولدوا  في سنة الإحصاء ذاتها

فقد بلغ 
تعدادهم 12 مولودا منهم ورد اسعد مرداس ، أليس ناكوزي ، بديعة لبّس

واستير الحدّاد.كانت ثمرة  تلك السنة   اربعة ذكور 
وثماني إناث.


في الما بين بين ،  سُجّل مولود بإسم مارون ريشا بو سليمان سنة 
1835  وحوالي

 800 نفر متيني   ولدوا بين 1831 و1921 ،
390 ذكرا والباقون اناثا .

62 نفرا كانوا بين التسعين والستين من العمر و359 من القاصرين 
،  بين  عمر

العشرين والشهراو 
أقل. والآخرون ، اي من كان بين الواحد والعشرين والستين

فشكلوا معظم  
القوى المتينية العاملة  والمنتجة.

مع نهاية  الحرب الكبرى  أطلت  فرنسا  على العباد معلنة قيام  لبنان الكبير في الأول

من ايلول من عام 1920.ولما  نزل الجنرال  غورو المفوض الفرنسي في مرفأ بيروت

عام 1919  كان كما غيره من الوافدين  يعرف 
 أنه سيعلن الدولة الجديدة غير أنه

كان  يجهل ان  
خليل شاكر بو نادر سيصبح خادما لربّه ثم مطرانا على ابرشية بيروت.

وكان يجهل ايضا أن في جبل لبنان ناسا  يطلقون على أولادهم اسم  سيبيريا او استير

او 
اوغستا وهي اسماء منّ بها علينا الروحيون وقناصل الدول الذين استهووا احتضاننا

ايام 
المتصرفية  وقبلها لاختصارنا    "رٌوما" اتباع روسيا  واليونان و"لاتينا" في ظل 

ايطاليا و 
فرنسا  وسائر المغرب او دروزا  يغازلون الإنجليز بين البحر والصخر

في طول الجبل 
الأوسط وعرضه وعلى مد عينك والنظر من الباروك الى حوران. 


تحت تأثير ذلك التغرّب  ابتعد  المسيحيّون عن التعرّب،  استعلاء على الشرق  وتزلفا

للغرب  ، ابتعدوا  عن ورد ووردية وزهر وهي اسماء عربية لم تقتصر على طائفة

دون أخرى حتى نهاية  الثلث الأول من القرن التاسع عشر .

(يتبع)

شربل نجّار





الصورة لرحلة موسيقى المتين الى بعلبك  وعلى رأسها الضابط الياس المدور. كان ذلك احتفاء بالثورة القرنسية  عام  1928 
 
جميع من في الصورة قد طالهم إحصاء عام 1921 

Latest Comments


Post a Comment

Name *
Email
Comment *