أنيس فريحة يعود إلى رأس المتن في صيف 2015
المصدر: "النهار"
25 نيسان 2015
...وأخيراً سيتحقق حلم أنيس فريحة، صاحب "اسمع يا رضا"، والعلاّمة الذي بحث في أصول اللغات، وكان صلة وصل ما بين الثقافتين الشرقية والغربية، يعود هذا الصيف الى مسقطه رأس المتن، القرية التي خلّدها، وخلّد عبرها تقاليد القرية اللبنانية ومعالمها الحضارية وتراثها الشعبي. ولعل عودته تطوي نهائياً الصفحة السوداء في تاريخ هذه القرية الساكنة الرابضة على تلال الصنوبر وتدشن لصفحة جديدة مشرقة.
بمبادرة من بلدية رأس المتن، وبالتنسيق مع عائلة فريحة، سيقام في ساحة القرية تمثال لأنيس فريحة، لتمر به الأجيال متذكرة تراث هذا الرجل الذي يلتقي حوله اللبنانيون على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم.
وعقد أمس اجتماع في مكتب الدكتور جورج فريحة في الأشرفية حضره وفد من البلدية برئاسة رئيسها عصام مكارم وشخصيات من عائلة فريحة، استعيدت خلاله الحوادث الأليمة التي شهدتها في أيلول 1983 وراح ضحيتها أكثر من ثلاثين من مسيحييها. كذلك، تعهد رئيس البلدية خلال الاجتماع إقامة نصب لأنيس فريحة في ساحة القرية، على أن يكون حاضراً للتدشين في صيف 2015.
مكارم قال في كلمة مقتضبة أن مبادرة البلدية لإقامة النصب هي تذكير من أهالي رأس المتن للمسيحيين أن هذه البلدة بلدتهم أيضاً. وأمل أن تكون هذه الخطوة تمهيداً لإعادة اللحمة بين سكانها. وناشد الأجيال الجديدة العودة والتواصل مع أبناء قريتهم المقيمين، مؤكداً أن ما حصل خلال الحرب آلم الدروز من أبناء رأس المتن، تماماً كما أوجع المسيحيين.
ابنة الكاتب الراحل هدى فريحة قسطنطين أكدت أن حلم والدها كان العودة الى رأس المتن. وروت أنه عندما كان على فراش المرض، زاره رئيس الجامعة الأميركية آنذاك سمير مقدسي فقال له: "بعد يومين بدي اطلع على راس المتن"، إلا أن ظروف الحرب لم تسمح بدفنه في القرية التي أحب، وها أنا اليوم أقول له رح ترجع على رأس المتن".
عميد آل فريحة الدكتور جورج فريحة أبرز العلاقة الوثيقة التي ربطت أنيس فريحة برأس المتن خصوصاً، والقرية اللبنانية عموماً. وقال: "لقد خلّد القرية اللبنانية من خلال رأس المتن، وسماه ادوار حنين انجيلي القرية اللبنانية". وأمل أن تزول غيمة الحرب والمأساة التي حلّت فينا في أيلول 1983 بغيمة فرح عندما تتكرمون بتمثال لأنيس فريحة الذي عبد رأس المتن. وتمنى على رئيس البلدية تنفيذ المشروع قبل نهاية ولايته.
سيرته
ولد في رأس المتن. 1903
تلقى علومه في مدارس عدة، ثم في الجامعة الأميركية – بيروت، وفي ألمانيا وفي شيكاغو حيث نال شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعتها.
امتهن التدريس، فعلّم في بيروت وفي جامعة فرانكفورت في ألمانيا، وفي جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
لم يمنعه التعليم عن الكتابة والتأليف، فكان له عدد كبير من المقالات والبحوث في الصحف والمجلاّت، اضافة الى كتب مختلفة المواضيع، جلّها في اللغة والأدب وقد أعار اللغة العامية الكثير من اهتمامه، وكانت له آراء خاصة بهذا الموضوع تنمّ عليها مؤلفاته.
توفي عام 1992
كتبه المطبوعة:
اسمع يا رضا – مطبعة الكريم جونيه 1956 – 224 صفحة
معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية – مكتبة لبنان – 1972 – 191 صفحة
يسّروا أساليب التعليم – الجامعة الأميركية. بيروت 1956 – 86 صفحة
محاضرات في اللهجات والأساليب ودراستها – مطبعة الرسالة 1955 – 91 صفحة
معجم الألفاظ العامية – مكتبة لبنان – 1973 – 195 صفحة
هذا أيسر. رسالة الى وزير التربية شارل مالك.