يبنون فايلز
الجمعة في 07062013


 
"صيفيّة" العونيّين!
الجمعة 07 حزيران 2013 - 05:53
ملاك عقيل
لا يأتي كلام الرئيس نبيه بري من العدم. نواب "حزب الله" و"حركة امل" فائزون حتى قبل فتح صناديق الاقتراع. هذا يعني في قاموس "الاستاذ" ان الثنائي الشيعي لم يكن خائفا من الاستحقاق. صحيح ان فريق 8 آذار والعماد ميشال عون سيشهد تكريسا جديدا لموازين القوى التي افرزتها صناديق 2009، لكن في الطائفة ما من مشكلة.
لم تكن رسالة عين التينة موجّهة حكماً الى قوى المعارضة السابقة وفريق 14 آذار، بل الى الرابية. "تريد انتخابات؟ المشكلة ليست عندنا بل عندك". حتى الساعة لا يفهم المحيطون بالرئيس بري سبب حماسة عون لانتخابات والبلد يغلي أمنيّاً في وقت يؤكد هؤلاء "أنّ الثنائي الشيعي القادر بشحطة قلم على تركيب لوائحه من دون أن يواجه بمتمرّدين من هنا وهناك، سيرى حليفه يخوض معارك شرسة مع مرشحين وحلفاء وأصدقاء ومؤيدين بهدف المفاضلة بينهم، ممّا يؤدّي الى جرّه الى ساحة كباش ستأتي كشحمة على فطيرة فوضى التحالفات الموجودة أصلاً على الساحة المسيحيّة".
المشكلة الاكبر إذاً، في تقدير نبيه بري، هي عند "الجنرال" الذي سيضطر أيضاً الى خوض معارك ضارية في أكثر من مكان، خصوصاً أنّ المعلومات التي تصل الى يد الرابية تدفع عون الى رفع سقف الخروقات.
مسألة الخروقات المحتملة لا يراها الحليف الشيعي واقعيّة الى هذا الحدّ حتى مع اعترافه بالتحسّن الذي طرأ على مستوى شعبيّة العماد عون لدى المسيحيّين في الاشهر الماضية.
العونيون، بمطلق الاحوال، مرتاحون. مع انتخابات او من دونها. مع تمديد او قبول الطعن به. المعارك التي خاضتها الرابية من اجل قانون انتخابي يحفظ للمسيحيين حقوقهم حتى آخر مقعد لن يذهب مفعولها حتى لو فتحت صناديق الاقتراع بعد عام نصف.
يقول نائب في "التيار الوطني الحر": "الطعن المقدّم من قبلنا ليس سوى محاولة اخيرة "لفركشة" مشروع تكريس الستين. فقبول الطعن سيفتح المجال لاحتمالين: إجراء الانتخابات على أساس الستين أو التفتيش مجدّداً عن إبرة القانون الانتخابي في كومة قشّ القوانين المطروحة".
لكن، احذروا ماذا؟ رغم الطعن المقدّم من قبل "التيار الوطني الحر"، فإنّ العونيّين بأغلبيّتهم العظمى باتوا مستسلمين لواقع التمديد ويفضّلونه على خيار الانتخابات. لن يكون في الامر أيّ مبالغة حين تسمع أحد نواب "التيار" يقول في جلسة دردشة مع أصدقاء "تعبنا ولا مانع من أن نمضي صيفيّة مريحة، على الرغم من الوضع الأمني، بعيداً عن همّ تركيب اللوائح. ربما فعلاً ليس وقت انتخابات الآن!".