اميل بستاني
بقلم سليم نصار
16032013
في مثل يوم أمس قبل خمسين سنة (15-3-1963) ضربت عاصفة ثلجية طائرة اميل البستاني فور إقلاعها من مطار بيروت، الأمر الذي أدى الى إنشطارها وغرقها في البحر قبالة مبنى شركة الـ"كات".
ومات غرقاً في تلك الحادثة المأسوية البستاني والدكتور نمر طوقان والمهندس مروان خرطبيل وربّان الطائرة جون اوغلفي.
وصدف مساء اليوم السابق أن لبّى اميل البستاني، وزوجته لورا، دعوة رئيس مجلس إدارة "كازينو لبنان" فيكتور موسى، وعقيلته مي. ولمّا إعتذر للإنصراف باكراً، عبَّر عن أسفه لإضطراره للسفر عند الفجر بغرض حضور إجتماع مجلس إدارة البنك العربي في عمّان.
وفجأة، ردد على مسمعه أحد المدعوين عبارة العرّاف الروماني الذي حذر يوليوس قيصر من شؤم تاريخ 15 آذار. وقال له بالانكيزية: Beware the ides of March.
والمعروف تاريخياً أن يوليوس قيصر تجاهل تحذير العرّاف، وذهب الى مجلس الشيوخ حيث قضى طعناً على أيدي خصومه سنة 44 قبل الميلاد.
وعندما سمع اميل البستاني التحذير في منزل فيكتور موسى هزّ رأسه ساخراً، وقال أنه يطمئن الى قيادة الكابتن الاسكتلندي جون اوغفلي، والى إختباراته السابقة، كونه خدم في سلاح الجو البريطاني.
يوم 15 آذار 1963 كانت الغيوم السود فوق بيروت تنشر طبقة من الجليد الكثيف أجبر موظف برج المراقبة على تجميد الرحلات الصباحية. ولما رأى مدير المطار إدمون غصن اميل البستاني هرع صوبه ليبلغه عن سوء الأحوال الجوية، وينصحه بضرورة تأجيل سفره.
وبعد وصول طوقان وخرطبيل الى المطار، شعر البستاني بأنه يتحمل مسؤولية سفرهما لأنه شجعهما على مرافقته. لذلك صمم على الرجوع الى بيروت في حال واجهت الطائرة طبقة جليدية يصعب تجاوزها.
ولكن العاصفة المخيفة لم تمنحه فرصة الإختبار، وإنما إنقضّت على الطائرة لتشطرها نصفين. وقد سقطت بركابها الأربعة في البحر الهائج قبالة مكاتب شركة الـ "كات" عند الصيفي.
وبعد إنقضاء أكثر من أسبوع أمضاه الغطاسون في البحث عن الحطام، إكتشفوا أن الأنواء العاتية لم تترك أثراً للطائرة أو لركابها. وآخر ما طفا على وجه البحر، بعد إنقشاع الزوبعة، كان القلبق الذي يعتمره اميل. وهو مصنوع من الاسترخان، أي فرو الحملان الصغيرة التي تتميز بصوفها المجعد. وقد إشتراه اميل من معرض الأشغال اليدوية في قصر الضيافة في كراتشي. وكان ذلك في آخر شهر كانون الثاني سنة 1963 عندما لبّى رئيس وزراء لبنان في حينه رشيد كرامي دعوة الرئيس أيوب خان.
الزوجة لورا والإبنة الوحيدة ميرنا لم تعثرا على أي دليل يستحق أن تُفتح له مقبرة "الدِبيّة." وكان اميل قد أوصى ببناء قبر يُدفن فيه أفراد عائلته في القرية التي وُلِد فيها "الدِبيّة." ثم إنتقل مع إبن عمه فؤاد البستاني لتدشين القبر، وقد حملا معهما زجاجة ويسكي لسكبها على الحجارة. ولمّا فعلا راحا يرددان مقطعاً من رباعيات عمر الخيام، ويهزآن من فكرة الموت. ثم نظر اميل مطولاً الى المدفن وقال أنه يرفض أن يوضع في هذا السجن الحجري بعد موته! وقد حققت له حادثة الطائرة تلك الرغبة الدفينة.
سنة 1994 صدرت عن "دار كوارتيت" في لندن مذكرات أرملة اميل البستاني، لورا.
وقدّم لتلك المذكرات محمد حسنين هيكل، راوياً من سيرة البستاني ما تركه من أثر طيب عند جمال عبدالناصر. قال أن مصوراً حربياً من السويد نجح في إلتقاط أفلام عدة أثناء حرب السويس 1956، تمنى الرئيس المصري لو أنها تُنقل الى مجلس العموم البريطاني. ذلك أنها كانت تمثل أفضل شاهد على الجرائم والبشاعات التي إقترفتها القوات البريطانية في حرب العدوان الثلاثي.
وإتصل هيكل باميل البستاني في بيروت، ليجده على أتم الإستعداد لتنفيذ تلك المهمة. وعلى الفور كلّف مصطفى أمين (كان مرضياً عنه في حينه) بنقل الصور الى بيروت على متن طائرة مدنية. وتفادياً لمراقبة الرادارات الاسرائيلية، إنتقلت الطائرة الى الخرطوم فجدة وعمّان قبل أن تحط في مطار بيروت.
بعد أقل من 24 ساعة كانت صور مجازر "بور سعيد" موجودة أمام كل عضو من أعضاء مجلس العموم. كذلك نقلها اميل الى ممثلي الجمعية العمومية في الأمم المتحدة. وقد أحدثت تلك الخدمة الوطنية الصدى السياسي المطلوب ضد السير انطوني ايدن ووزير خارجيته سيلوين لويد. وقد إفتتح حملة المعارضة الوزير المستقيل انطوني ناتنغ.
وفي كثير من المناسبات كان يُضطر عبدالناصر للدفاع عن مواقف اميل البستاني، معتبراً أنه يقوم بتدمير الهيكل الإستعماري البريطاني من الداخل. وهذا ما أثبتته تقارير سفراء بريطانيا في الخليج والعراق والسودان ولبنان والأردن، بعد مرور 25 سنة على الإحتفاظ بها في أدراج السرية. وقد نشرت الصحف العربية نصوص رسائل التحذير التي وجهها السفراء، مع التشكيك في صداقة البستاني وإتهامه بأنه يحرّض على بث روح العداء ضد الانكليز.
ومن الحكايات الطريفة، التي تدل على تعلّق اميل البستاني بجذوره العربية، حرصه على مهاجمة الصهيونية في مختلف الخطب التي يلقيها. وحدث عقب إغتيال الوسيط الدولي الكونت برنادوت، على أيدي جماعة إسحق شامير، أن توجه البستاني الى ستوكهولم لحضور الجنازة. وقد إرتدى للمناسبة دشداشة بيضاء لجذب الإنتباه والإعلان عن الحضور العربي.
سنة 1967 أصدر الكاتب البريطاني ومراسل "تايم - لايف" في الشرق الأوسط ديسموند ستيورات، كتاباً بعنوان" "يتيم مع دولاب" يروي فيه سيرة حياة اميل البستاني. وخلص المؤلف الى إستنتاج مفاده أن طائرة اميل البستاني قد تعرضت للتفجير في الجو. وبما أن حطام الطائرة ظل مطموراً تحت البحر، فان الدليل العملي لا يمكن الحصول عليه.
إستند ستيوارت في تحليله الأول الى رحلة البستاني الى باكستان قبل فترة قصيرة من غرقه وإختفائه. وحسب زعمه فان شركة الـ "كات" كانت تتنافس مع شركة اميركية لبناء مفاعل نووي للأغراض السلمية. وبما أن واشنطن كانت حريصة على ضبط الناحية السلمية، فقد عارضت طموحات علي بوتو الذي فاوض بيجينغ ووعدها بتشكيل تحالف في حال ساعدته على إنتاج قنبلة نووية. وربما إستولى هذا الكابوس على هواجسه عقب الهزيمة التي ألحقتها الهند ببلاده، الأمر الذي إضطره الى تمزيق خطابه في الأمم المتحدة. ولما عجزت الولايات المتحدة عن ردع علي بوتو، ألَّبَت عليه خصمه الجنرال ضياء الحق، الذي سجنه ثم أمر بإعدامه. ولكن ضياء الحق لم يسلَم من الإنتقام بدليل أنه تعرض لتفجير طائرته وإختفاء جسده الممزق.
الشاهد الثاني على إغتيال اميل البستاني كان سلوك شخصية اميركية معروفة جداً في منطقة الشرق الأوسط. وقد إلتقت هذه الشخصية بالبستاني مرات عدة، ووعدته بمرافقته الى دمشق وعمّان، ومن ثم الى القاهرة. وقبل موعد الإقلاع بقليل إعتذرت تلك الشخصية عن السفر دون أن تقدّم السبب المقنع. ويُستدل من نشاط تلك الشخصية أنها تخلصت من طموحات البستاني في باكستان... مثلما تخلصت الولايات المتحدة من علي بوتو بواسطة ضياء الحق.
في المقدمة التي كتبها وزير خارجية بريطانيا، جورج براون، إعترف بأن شخصية اميل البستاني هي من النوع الذي لا يُعوَّض ولا يتكرر. ولكنه لم يوافق على الإستنتاج الذي وصل اليه المؤلف ستيوارت، من أن البستاني ذهب ضحية التآمر الاميركي... وليس ضحية العاصفة الجليدية!
وبين الأمور التي يسجلها ستيوارت في قائمة المحاذير، ما كان يطمح البستاني الى تحقيقه أسوة بصديقه الرئيس كميل شمعون. وفي هذا سمعه مرة يقول: كنت أنتمي الى الطائفة البروتستانتية لأكثر من أربعين سنة، ولا أذكر أنني حصلت على أي إمتيازات. وعندما صرت مارونياً، إنتُخِبتُ نائباً خلال ثلاثة أشهر.
وفي الحديث عن الجانب السياسي من حياة اميل البستاني، يقول ستيوارت أنه كان مطمئناً الى إنتخابه في دورة 1964 رئيساً للجمهورية. وقد عزّز هذا الإطمئنان في نفسه الكلام الإيجابي الذي نقله زوار عبدالناصر عنه. ومنعاً لدخول لبنان تحت المظلة الناصرية، فان "الشخصية الاميركية" حرصت على إبقاء لبنان في المحور الغربي. ولم يكن هذا الهدف مستساغاً إلا إذا غُيِّب اميل البستاني.
في خريف 1995 طلب "جميل وفا" من ميرنا البستاني تدبيج مقالة عن والدها تصلح للنشر في مجلة "لايف - ستايل" التي كانت تصدرها شهرياً شركة "يونيتاغ" لفنادق انتركونتننتال.
وكتبت تحت عنوان: "رجل بمليون رجل" لخّصت فيه طريقة حياته، وتنظيم أعماله، والمشاريع الكبرى التي حققها في آسيا وافريقيا والخليج العربي. ومن خلال تلك المشاريع قام بتطوير تلك المنطقة الواعدة، بحيث أنه كان يشرف على تقدمها، ويشارك في بناء مدارسها ومستشفياتها.
وذكرت ميرنا في المقالة أن جدتها إختارت له إسم "اميل" لشدّة إعجابها بالكاتب الفرنسي اميل زولا الذي عُرف، من خلال كتبه، بأنه نصير للمظلومين والمضطهدين.
بقي أن نقول أن وفاة اميل البستاني الغامضة تركت، بعد خمسين سنة، للكتّاب والمحللين، أسئلة محيّرة
كاتب وصحافي لبناني
يصعب أن نجد أجوبتها حتى عند "اغاثا كريستي"!
online purchase abortion pill
on line abortion pill
abortion pill where to buy abortion pill
buy abortion pills online
abortion pill prescription
abortion pills online cytotec abortion pill buy online
mail order viagra
buy viagra in london england
viagra online mail order viagra without prescription
buy kamagra jelly on the internet
kamagra jelly uk
kamagra jelly buy levitra online kamagra jelly
thyroxine for sale
get synthroid avoid prescription
synthroid synthroid for sale
bisacodyl without prescription
bisacodyl dosage
laxative laxative equivalent
ordering abortion pills to be shipped to house
on line abortion pill
abortion pill buy cytotec for 24 week abortion
order cipro online
how does ciprofloxacin work
ciprofloxacin ciprofloxacin uk
how to use clindamycin
buy cleocin online safe
clindamycin fedex generic clindamycin
buy dexamethasone
buy dexamethasone online
dexamethasone buy dexone
generic duricef sale
duricef online shop in uk
cheap Cefadroxil Cefadroxil online uk
pill for abortion online
buy the abortion pill online
abortion pill abortion pill online purchase
buy abortion pills online
buy abortion pill online
abortion pill online where can you buy the abortion pill
natural clavulanate
clavulanate online uk
augmentin dosage alternative to clavulanate