
يا ضيعانُن راحوا.. شو ما صار لكن راحوا
أما من بقي فلحياة مديدة
يوم وصل الى كنيسة مار جريس المتين - الأرغن - ادخل الى قداس الاحد شيئا من البهجة، لم تكن كنائس الجبل في خمسينات القرن العشرين تعرف عن هذه الآلة الموسيقيّة الفخمة الشيء الكثير.
كنيسة مار جريس كانت دائما" محظوظة رغم الشوشطة التي لحقت بها في اواسط السبعينات ! فراعيها في زمان الخمسينات وحتى الشوشطة في السبعينات كان الخوري مخايل المتميّز. انّه الكاهن اللافت في ندرة وعظه وفي سرعة ختم قدّاسه وفي اجتهاده كي يبقى مع الجميع على ودّ لا ينقطع. ومحظوظة ايضا" في التساوي الاجتماعي بين ابنائها حرفيين كانوا ام فلاحين ام دروزا" ام نصارى. وفي هذا الاطار الأرغن بعيد جدا عن ثقافتهم الكنسيّة حتى اتاهم شقيق زوجة المرحوم الياس ايوب خيرالله من اميركا واهدى الكنيسة ارغنّا" طير عقل الخوري و خلق عداوة ابديّة بين خادم القداس والنّوطه الموسيقيّة. عندها بان جيل من الشباب الذين أظهروا جدارة في الترتيل قبل ان تنشأ الجوقات وكان ابرز هؤلاء سعيد الذكر الاستاذ الجامعي داود هارون شاءت الاقدار ان يبدأ دراسته باللاهوت ليجلّي بعدها بالعلوم وبسواها
في وسط الصورة، المهاجر العائد بعد طول غياب، عن يمينه المرحوم يوسف نصرالله ابو سليمان (بو عبدو) وعن يساره سميح مرداس اطال الله عمره. اما في أقصي اليمين فالاستاذ جورج عبود خيرالله الذي اهدانا الصورة هذه وله منّا جزيل الشكر
الملاحظ ان غالون العرق يتوسط الطاولة والعم "بو عبدو" هو رب من شال عرقاً . بينما النساء لا مكان لهنّ جلوسا" حول الطاولة ولم يكن ذلك دليل اهمال يتعرّضن له أو ضيق مكان بل لان العادات تقضي ان تكون المرأة الناظرة المتيقظة وحدها المسؤولة عن السفرة والضيوف
اما الواقفات فهن من اليسار الى اليمين : زوجة يوسف نصرالله ام عبدو، شقيقتها زوجة الياس ايّوب ام رؤوف" نظيرة زوجة رؤوف وفي الزاوية فريد بن رؤوف وشقيق شربل صاحب كازنو خيرالله اليوم
إننا واثقون من أنّ هذه الصورة ليست عادية بل فيها من تاريخ المتين اشياء قيلت واشياء لم يحن قولها بعد.ان مركز المعلومات والاتصالات يتمنّى على من لديه صور كهذه ان يمد المركز بنسخة عنها فيبرزها يقينا" منه ان في الصور رسمأ" دقيقا" لحقبة من التاريخ يعجز اليراع ، مهما ابدع ، ان يرسمها